مدينة غزّة - قطاع غزّة: كشف رئيس حركة "حماس" في قطاع غزّة يحيى السنوار، بـ14 آب/أغسطس، خلال زيارة أجراها لإحدى العائلات في محافظة رفح بجنوب قطاع غزّة، عن اجتماع عقد على مستوى عالٍ جمع قادة من المكتب السياسيّ لحركتيّ "حماس" و"الجهاد الإسلاميّ"، بحضور قيادة كتائب القسّام وسرايا القدس قبل أيّام، موضحاً أنّ الاجتماع استمرّ 6 ساعات لمناقشة تفاصيل مشروع المقاومة والتحضيرات والترتيبات لصدّ الانتهاكات الإسرائيليّة، وبحث في تطوّر العمل الوطنيّ ومسيرات العودة وكسر الحصار وغرفة العمليّات المشتركة، مؤكّداً أنّ كلّ الأجنحة العسكريّة تطوّر عملها ليل نهار وتراكم قوّتها من أجل إنجاز هدف التحرير والعودة، مشدّداً على أنّه لن يفرّط بسلاح المقاومة العسكريّة ومقدّراتها.
وتأتي تلك الزيارات، ضمن حملة زيارات نفّذتها قيادات الحركة بعنوان "تواصل" لزيارة العائلات الفلسطينيّة، إذ شكّلت 40 وفداً لزيارة العائلات في القطاع لتدشين مرحلة جديدة بين "حماس" وعشائر وعائلات سكّان قطاع غزّة، تأكيداً من قيادة الحركة على أهميّة دور العائلات في تعزيز الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة، ولتقديم الشكر على احتضان المقاومة بكلّ أشكالها، لافتة إلى أنّ الزيارات "تأتي على مرحلتين: الأولى كانت في أيّام عيد الأضحى الذي جاء في 11 آب/أغسطس وتمت زيارة ما يقارب 600 عائلة شددت فيها على أهمية دور العائلات الفلسطينية في دعم صمود المقاومة في غزة، على أن تستمرّ في مرحلتها الثانية حتّى كانون الثاني/يناير من العام المقبل.
من موقعه، أكّد مسؤول المكتب الإعلاميّ في حركة "الجهاد الإسلاميّ" داود شهاب لـ"المونيتور" أنّ هذا اللقاء هو أحد أهمّ اللقاءات التي تعقد على أعلى مستوى قياديّ للحركتين، وبمشاركة من المجلسين العسكريّين لكلّ من كتائب القسّام وسرايا القدس، لافتاً إلى وجود لقاءات دائمة وتنسيق مستمرّ بين القيادتين على كلّ المستويات القياديّة والتنظيميّة.
وأشار إلى أنّ الحركة تلتقي مع قيادات حركة "حماس" في الداخل والخارج بشكل مستمرّ، مشيراً إلى أنّ الأمر ليس سرّاً، مبيّناً أنّ اللقاءات تأتي في سياق مناقشة المستجدّات والبحث في آليّات مشتركة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضيّة الفلسطينيّة، وقال: "نحن ندير صراعاً مفتوحاً وشاقّاً مع إسرائيل التي تحاصرنا وتحاربنا بكلّ الوسائل، الأمر الذي يتطلّب منّا رفع مستوى الجهوزيّة والعمل كفريق واحد وتنسيق المواقف والرؤى وتقديم استراتيجيّة كفاح ونضال موحّدة".
لفت إلى أنّ العلاقة بين الحركتين قويّة جدّاً ومتطوّرة بعكس ما تحاول وسائل الإعلام الإسرائيليّة ترويجه، لافتاً إلى أنّ الجهاد تلتقي مع كلّ الفصائل على قاعدة مواجهة العدوان الإسرائيليّ.
بدوره، قال المتحدّث باسم حركة "حماس" حازم قاسم لـ"المونيتور": "ليس سرّاً أنّ حماس تعقد لقاءات متواصلة مع كلّ القوى الفلسطينيّة والإسلاميّة في الساحة الفلسطينيّة، إذ لديها عمل مشترك على كلّ الصعد السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة. وعلى الصعيد الشعبيّ، هناك الهيئة العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، والغرفة المشتركة للعمليّات على الصعيد العسكريّ".
وأكّد أنّ "حماس" تسعى إلى تعزيز ورفع مستوى التنسيق بينها وبين كلّ الفصائل، خصوصاً حركة "الجهاد الإسلاميّ"، لافتاً إلى أنّ الاجتماع الذي صرّح به السنوار يأتي في سياق رفع مستوى التنسيق بشكل عام والتشاور حول الوضع السياسيّ الذي تمرّ به القضيّة الفلسطينيّة، لا سيّما الانقسام الفلسطينيّ والحصار الإسرائيليّ، فضلاً عن البحث في تطوير آليّات العمل الوطنيّ وتعزيز صمود الناس في قطاع غزّة، وقال: "كما يأتي في إطار التباحث في الأوضاع الأمنيّة والعسكريّة والعمل المسلّح المشترك وإمكانيّة تطويره بينها وبين الجهاد الإسلاميّ وكلّ الفصائل".
ونفى أن تكون للاجتماع علاقة بأيّ متغيّرات تحدث على الساحة الفلسطينيّة والعمليّات الفرديّة التي شهدها قطاع غزّة أخيراً ضدّ الجيش الإسرائيليّ، لافتاً إلى أنّ "حماس" تولي اهتماماً بكلّ مستجد وتعمل على مناقشته.
وأكّد أنّ "حماس" تولي العمل مع الفصائل الفلسطينيّة أهميّة بالغة، وتعمل على زيادة الانسجام والتواصل في ما بينها، في محاولة منها لتخفيف آثار الانقسام الذي لا يزال مستمرّاً بينها وبين السلطة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة.
من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة "الأمّة" بغزّة حسام الدجني خلال حديث لـ"المونيتور" أنّ تصريح السنوار حول لقائه بحركة الجهاد يأتي في سياق تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله المتتالية التي تهدّد إسرائيل وتدعم المقاومة الفلسطينيّة، ولقاءات قيادة حركة "حماس" مع القيادة الإيرانيّة وأطراف محور المقاومة، وزيادة التقارب بينها، مؤكّداً أنّه يدلّل أيضاً على التنسيق المشترك والكامل بين الأطراف كافّة، وقال: "إنّ اللقاء يحمل رسالة دلالة سياسيّة إلى إسرائيل أنّ الانفراد في غزّة أو سوريا أو إيران لن يكون بعد اليوم، وهذه مرحلة جديدة، نظراً لقوّة تحالف محور المقاومة ضدّها".
من جهته، أكّد المحلّل السياسيّ المقرّب من حركة "الجهاد الإسلاميّ" حسن عبدو لـ"المونيتور" أنّ تصريح السنوار بالاجتماع يأتي في سياق زيارته لعائلة تضمّ عدداً كبيراً من شهداء حركة الجهاد، ويأتي أيضاً في سياق رغبته بإظهار مدى قرب العلاقة بين الحركتين وقوّتها وضمن برنامج اجتماعيّ تقوم به الحركة لترميم صورتها الداخليّة وتقوية علاقتها بشرائح المجتمع الفلسطينيّ، لا سيّما حركة الجهاد وعائلاتها، وقال: "لا أظنّ أنّ للاجتماع أيّ خصوصيّة، ولا يوجد ارتباط بينه وبين العمليّات الفرديّة الأخيرة التي لا تعبّر سوى عن حالة الاحتقان والغليان التي يعيشها شبّان غزّة".
وبيّن أنّ لدى "حماس" وسائل عديدة لإرسال رسائل إلى إسرائيل، تدلّل على قوّة العلاقة بين الطرفين، لافتاً إلى أنّ "حماس" تعقد بشكل دوريّ اجتماعات مع الجهاد الإسلاميّ تتناول القضايا المحليّة كافّة، من أجل تقارب العلاقة الثنائيّة وتعميق التنسيق الأمنيّ المشترك في ما يتعلّق بضبط الحدود والهدنة المبرمة مع إسرائيل برعاية مصريّة، وقال: "إنّهما شريكان في المصير. ولذا، يتوجّب عليهما العمل بشكل مشترك".