تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حماس توثق علاقتها بماليزيا تزامناً مع مصالحة قطر والسعودية

كشفت تسريبات مصرية وفلسطينية أن مباحثات مصر مع حماس توصلت لتفاهمات؛ أهمها ألا تشمل جولة هنية زيارة إيران؛ وتقتصر على قطر وتركيا وماليزيا؛ ونقل جزء من قيادة حماس لماليزيا، كما ستشارك حماس بالقمة الإسلامية في كوالالمبور، حيث تمتاز علاقاتهما بأنها قوية؛ ويقيم في ماليزيا العشرات من كوادر حماس؛ وفيها جالية فلسطينية كبيرة؛ وتتعدد أوجه دعمها للفلسطينيين.
Hamas Chief Ismail Haniyeh attends a meeting with members of international media at his office in Gaza City June 20, 2019. REUTERS/Mohammed Salem - RC1BDF2E2180

كشف النائب المصري سمير غطاس، يوم 9 ديسمبر لموقع دنيا الوطن، أن مصر سمحت لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية يوم 8 ديسمبر، للقيام بجولة خارجية ستقوده لروسيا وماليزيا وقطر وتركيا، باستثناء إيران، واصفا زيارته لماليزيا بالمهمة جداً، حيث سينتقل جزء من حماس إليها بعد اتفاق السعودية وقطر، وذكر طلال الشريف، الكاتب الفلسطيني بموقع أمد يوم 11 ديسمبر أن المصالحة السعودية القطرية قد تتطلب تخلي الأخيرة عن حماس.

انتشرت هذه المعلومات بسرعة فمصدرها غطاس، المقرب من المخابرات المصرية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ مما يرجح أن معلوماته من أجهزة الأمن المصرية، ومن أشد الناقدين لحماس، أما الشريف فمؤيد لمحمد دحلان القيادي الفتحاوي القريب من الإمارات والسعودية.

تتزامن هذه المعلومات مع مؤشرات مصالحة السعودية وقطر، بعد قطيعتهما بيونيو 2017، مما يفهم بأن الأولى اشترطت على الثانية عدم إبقاء قيادة حماس لديها، ويعيد للأذهان ما ذكره اللواء السابق في المخابرات السعودية أنور عشقى لصحيفة الشروق المصرية يوم 13 يونيو 2017، عن ذات الشرط، ومطالبة وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير بذات الشهر، قطر بوقف دعم حماس، فيما تمر علاقة حماس بالسعودية بأصعب ظروفها بعد اعتقالات المملكة لـ60 من مناصري الحركة منذ أبريل.

محمود مرداوي، عضو مكتب العلاقات الوطنية بحماس، قال "للمونيتور" إننا "نرحب بأي مصالحة خليجية؛ ولا نعتقد أنها ستكون على حسابنا. حماس تأمل دائما؛ بل تعمل، لأن تكون قريبة جغرافياً من حدود فلسطين؛ وهي معنية بتوثيق علاقاتها بالدول المجاورة لها؛ دون أن يكون على حساب الدول العربية والإسلامية والصديقة. وجود حماس بأي دولة تحدده مؤسسات الحركة؛ دون ضغوط إقليمية ودولية؛ وهي مرحب بها للاستضافة المؤقتة في العديد من الدول".

ترتبط حماس بقطر بعلاقات وثيقة، ربما الأقوى بين الدول العربية، بسبب اتصالاتهما المكثفة، والدعم القطري السخي لغزة، والعلاقة الشخصية المتينة بين أميرها الشيخ تميم بن حمد وقيادة حماس، وعلم "المونيتور" من أوساط إعلامية بالدوحة ترحيبها بقضاء هنية لجولته الخارجية الممتدة عدة أشهر على أراضيها، وتسهيل احتياجاته اللوجستية.

وتعرضت قطر في 2015 لضغوط إسرائيلية وأمريكية دفعتها للطلب من صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحماس مغادرتها، بجانب 6 آخرين غادروها، توزعوا على لبنان وماليزيا وتركيا، لدورهم بالعمليات المسلحة ضد إسرائيل، دون أن يؤثر سلبا على علاقة الحركة بالدوحة.

محمد اشتيوي، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة فلسطين التقنية خضوري بالضفة الغربية، وهو خريج جامعة العلوم الإسلامية الماليزية، قال "للمونيتور" إن "قطر لن تضحي بعلاقتها مع حماس، لأنها ستفقد التأثير عليها، ولكن قد يتم خفض عدد قادتها هناك، وتوزيعهم بعدة دول، وليس بالضرورة انتقالهم جميعاً لماليزيا، فالحركة موجودة بقوة هناك، ولها كوادر مهمة، ويدخلها قادتها بسهولة، ويحظون باستقبال رسمي وشعبي حافل. علاقة حماس وماليزيا بأحسن أحوالها، وتعززت منذ عودة مهاتير للحكم في 2018، وعلاقتها قوية بحزب عدالة الشعب بزعامة أنور ابراهيم الذي سيستلم رئاسة الحكومة قريبا".

وأعلن خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس يوم 11 ديسمبر، مشاركتها بوفد رفيع المستوى في "قمة كوالالمبور 2019 الإسلامية"، بين 18-21 ديسمبر، التي دعت لها ماليزيا وتركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا، واستثناء مصر والسعودية، مما يجعلهما تتوجسان منها، خشية أن تؤسس لتحالف جديد.

تشارك حماس في قمة كوالالمبور الجارية بوفد قيادي رفيع المستوى ترأسه عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، وعضوية عدد من أعضاء المكتب السياسي منهم: عزت الرشق، خليل الحية، حسام بدران، كما شارك في الوفد خالد مشعل رئيس مكتب حماس السياسي السابق، فيما غاب إسماعيل هنية عن الوفد، وبقي موجودا في قطر.

مسلم عمران، رئيس منظمة الثقافة الفلسطينية بماليزيا، وأحد قيادات الجالية الفلسطينية، قال "للمونيتور" إن "الدعم الماليزي للفلسطينيين له عدة محاور، أولها السياسي والدبلوماسي فهي داعمة لجهود السلطة الفلسطينية، وأعلنت في أكتوبر افتتاح سفارة لها بفلسطين، مقرها الأردن، والثاني المساعدات الإنسانية، فمنظماتها الإغاثية تدعم الفلسطينيين، مثل "أمان فلسطين" و"أقصى شريف"، وتقدم المنح الدراسية، والثالث العلاقة بالفصائل الفلسطينية، وحماس خصوصا، منذ فوزها بانتخابات 2006، ومواجهتها للحروب الإسرائيلية".

شهدت ماليزيا زيارات لحماس، آخرها زيارة زعيمها السياسي السابق خالد مشعل في مايو، وفي يناير اتصل هنية بمهاتير محمد، وفي يوليو 2017، اختتم وفد حماس برئاسة أسامة حمدان، ممثلها السابق بلبنان، زيارة لماليزيا، وفي ديسمبر 2016، شاركت حماس بالمؤتمر السنوي لحزب المنظمة المالاوية الوطنية المتحدة (أمنو)، وفي ديسمبر 2015، زارها مشعل، وفي ديسمبر 2013، جاءت أول زيارة لحماس لماليزيا بوفد برئاسته، وفي جميع الزيارات ثمنت حماس دعم ماليزيا للقضية الفلسطينية.

يتزامن تنامي علاقات حماس وماليزيا، مع توتر علاقة الأخيرة بإسرائيل، وصل 3 ديسمبر، حين قررت وزارة خارجيتها رفض مرور دبلوماسيين ماليزيين للأراضي الفلسطينية مرورا بإسرائيل، رداً على قرار ماليزي في يناير حظر دخول رياضيين إسرائيليين أراضيها، وفي أبريل 2018 اغتيل المهندس فادي البطش أحد عسكريي حماس بكوالالمبور، وأشارت أصابع الاتهام لإسرائيل، التي لم تنف أو تؤكد مسئوليتها.

شريف أبو شمالة، رئيس مؤسسة القدس ماليزيا، قال "للمونيتور" إن "أكبر دعم ماليزي لحماس يتمثل بإبقاء قضية فلسطين حاضرة بخطابها الرسمي، وتشجيعها لمنظماتها الخيرية أن تلعب دورا إنسانيا بغزة لتخفيف كارثته المعيشية، وتسمح للفلسطينيين بدخولها دون تأشيرة، حيث يشكلون أكبر جالية عربية فيها، ويشكل التقدير الرسمي والشعبي الذي تحظى به حماس بماليزيا متنفسا لها بإقليم جنوب شرق آسيا، ويعزز علاقاتها بالدول المجاورة لماليزيا، مما أدى لتعزيز حضور برنامج حماس السياسي في الشارع الماليزي".

سواء انتقلت قيادة حماس، أو جزء منها، من قطر لماليزيا، أو بقيت الأمور على حالها، فمن الواضح أن العلاقات الصاعدة بين حماس وماليزيا بقدر ما تشكل لحماس انفتاحا سياسيا ودبلوماسيا مهماً، فإنها تشير لعدم ارتياح مصر والسعودية.

صحيح أن مواقف ماليزيا منسجمة مع قطر وتركيا وإيران، التي تربطها بحماس علاقات وثيقة، لكن ماليزيا بالنسبة للسعودية ومصر وإسرائيل أقل ضررا من إيران التي تسعى لتوثيق علاقتها أكثر بحماس.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in