تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل تنجح اتفاقية «السراج- أردوغان» في توسيع نفوذ تركيا في المنطقة ؟

أبرمت حكومة الوفاق الليبية وتركيا اتفاقيتين أمنية وبحرية مما أثار ردود فعل غاضبة من قبل الجيش الوطني الليبي ومصر واليونان وقبرص بسبب المخاوف من استغلال تركيا تلك الاتفاقيات في التنقيب في المياه الإقليمية لليبيا وتوسيع نفوذها البحري والعسكري في ليبيا.
ISTANBUL, TURKEY - MAY 24 :  Turkish President Recep Tayyip Erdogan (R) meets with the Chairman of the Presidential Council of Libya Fayez Mustafa al-Sarraj (L) during a bilateral meeting, held within the World Humanitarian Summit in Istanbul, Turkey on May 24, 2016. (Photo by Kayhan Ozer/Anadolu Agency/Getty Images)

صدق البرلمان التركي يوم 5 ديسمبر 2019 على مذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية التي أبرمها الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج يوم 28 نوفمبر 2019.

وتمنح الاتفاقية البحرية نفوذا لتركيا في شرق البحر المتوسط بحسب ما أكده وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، في تصريحات صحفية له يوم 4 ديسمبر 2019 قائلا: إن " أعمال استكشاف وإنتاج النفط والغاز ستبدأ في شرق البحر الأبيض المتوسط في إطار الاتفاق التركي-الليبي".

وأما اتفاقية التعاون الأمني بين حكومة الوفاق وتركيا كشف عن تفاصيلها وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا قائلا، خلال تصريحات تليفزيونية له مع قناة ليبيا الأحرار يوم 27 نوفمبر 2019، إن "الاتفاقية تغطي جميع الجوانب الأمنية تخص مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتبادل المعلومات الأمنية مع الحكومة التركية".

وعن علاقة الاتفاقية بالحرب في طرابلس بين قوات حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي قال باشاغا، إن "الاتفاقية ستكون عونا لقواتنا في معركة طرابلس".

وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قد أعلن رسميا عن إمداد حكومة الوفاق الليبية بالأسلحة في معركة طرابلس رغم حظر الأمم المتحدة لتصدير السلاح إلى ليبيا ، حيث أكد أردوغان، خلال تصريحات صحفية له يونيو 2019، أن "بلاده باعت أسلحة ومعدات عسكرية لحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة في ليبيا بهدف خلق توازن في الحرب ضد حفتر".

ولم تمر اتفاقيات تركيا وحكومة الوفاق الليبية مرور الكرام حيث أكد المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ، خلال مؤتمر صحفي له يوم 3 ديسمبر 2019، أن " الاتفاق بين أردوغان والسراج يعتبر مؤامرة جديدة ستدخل ليبيا في فوضي، و سيتيح إنشاء قواعد عسكرية تركية في ليبيا".

كما أرسل رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح يوم 2 ديسمبر 2019 خطابا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويريش وأيضا الجامعة العربية لمطالبتهما بسحب الاعتراف بحكومة الوفاق ، حيث أكد صالح في رسائله أن "الهدف من الاتفاقية هو استباحة أراضي الدولة الليبية وأجوائها وموانئها".

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها يوم 28 نوفمبر 2019، أنها "تعتبر الاتفاقيات غير شرعية ومعدومة الأثر القانوني وذلك وفقا للمادة الثامنة من اتفاق الصخيرات السياسي بشأن ليبيا والذي حدد الاختصاصات المخولة لمجلس رئاسة الوزراء، حيث تنص على أن مجلس رئاسة الوزراء ككل وليس رئيس المجلس منفردا يملك صلاحية عقد اتفاقات دولية".

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالا هاتفيا مع كلا من وزراء خارجية قبرص واليونان، يوم 28 نوفمبر 2019، وذلك لبحث الأثر القانوني لهذه الاتفاقية.

كما أكد وزير الخارجية المصري، يوم 3 ديسمبر 2019، خلال اتصال مع المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة ، أن "الاتفاقية ستعمق الخلاف بين الليبيين وتعطل العملية السياسية".

وأعربا وزيرا الخارجية المصري والفرنسي خلال اتصال هاتفي بينهما يوم 5 ديسمبر 2019، عن إدانتهما للاتفاقين بين تركيا وحكومة الوفاق مؤكدين عدم مشروعية تلك الاتفاقية لانتهاكها قواعد القانون الدولي.

كما أعلنت اليونان يوم 6 ديسمبر2019 طرد السفير الليبي على إثر الاتفاقية البحرية مع تركيا.

وعلق وزير الخارجية لحكومة الوفاق محمد سيالة على قرار طرد السفير الليبي من اليوناني قائلا، في تصريحات له مع قناة ليبيا الأحرار يوم 6 ديسمبر 2019، إن "قرار اليونان بطرد السفير الليبي من أراضيها أمر غير مقبول".

وطالب الاتحاد الأوروبي، في بيان له يوم 4 ديسمبر 2019 تعليقا على الاتفاقية، تركيا باحترام مبادئ علاقات الجوار الحسن وسيادة جميع الدول المتشاطئة وحقوقها السيادية في المناطق البحرية.

كما دعت وزارة الخارجية الروسية، يوم 3 ديسمبر 2019، تركيا بتجنب أي خطوة من شأنها زيادة التوتر.

وبالرغم من ردود الفعل الغاضبة أكد الرئيس التركي رجب أردوغان، يوم 3 ديسمبر 2019،أن "الاتفاق المبرم بين بلاده وليبيا حول تحديد النفوذ البحري في المتوسط حق سيادي لكلا البلدين".

وأكد رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الليبي يوسف العقوري، أن "الاتفاقيتين الأمنية والبحرية لم يطلع عليهما مجلس النواب وهو الجهة التشريعية التي لها صلاحيات المصادقة على المعاهدات الدولية".

وأوضح العقوري، في تصريحات خاصة لـ"المونتيور"، أن "إبرام الاتفاقيات الدولية خارج صلاحيات حكومة الوفاق التي لم تنل ثقة البرلمان الليبي، ووفقا للاتفاق السياسي الصخيرات فهي حكومة لتصريف الأعمال وليس من صلاحياتها اتخاذ قرارات مصيرية".

وأكمل، أن " البرلمان يدرس التحرك القانوني لإبطال تنفيذ تلك الاتفاقيات بالتنسيق مع الدول المهتمة بالملف الليبي والمعنية بالاتفاق البحري مثل اليونان ومصر وقبرص، وسنخاطب الأمم المتحدة بعدم قبول وثائق المعاهدة وإذا تطلب الأمر سنرفع هذا الملف لمحكمة العدل الدولية".

وأكمل، أن "الاتفاقية الأمنية سيكون لها تأثير على طرابلس فقد تكون واجهة لتدخل عسكري تركي كبير لدعم الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، أن " مذكرتي التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق غير قانونية، خاصة أن مجلس النواب الليبي يرفضها جملة وتفصيلا ويصف البرلمان ما فعله رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج بالخيانة العظمي".

وأوضح معتوق، في تصريحات خاصة لـ"المونتيور"، أن " الرئيس التركي رجب أردوغان سيستخدم تلك الاتفاقيات لتحريك جيشه عبر المياه الإقليمية لليبيا لدعم الميليشيات في طرابلس".

وأضاف، أن" الاتفاقية تساعد تركيا على التنقيب على الغاز الطبيعي والنفط ومد نفوذها في البحر المتوسط خاصة في المياه الإقليمية لليبيا".

وأكمل، أنه " لابد على مصر والدول العربية سحب الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق للضغط على الأمم المتحدة لإعادة النظر في اتفاقية الصخيرات وبالتالي تسقط الشرعية السياسية لها".

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in